- يَعجَبُ رَبُّك عَزَّ وجَلَّ مِن راعي غَنَمٍ في رأسِ شَظِيَّةٍ بجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ للصَّلاةِ ويُصَلِّي، فيَقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: انْظُروا إلى عَبْدي هذا، يُؤَذِّنُ ويُقيمُ للصَّلاةِ، يَخافُ مِنِّي، قد غَفَرْتُ لعَبْدي وأَدخَلْتُه الجَنَّةَ.
الراوي :
عقبة بن عامر
| المحدث :
الوادعي
| المصدر :
الصحيح المسند
| الصفحة أو الرقم :
929
| خلاصة حكم المحدث :
صحيح
مِن عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ إثباتُ الأسماءِ والصِّفاتِ للهِ تعالى، مِن غَيرِ تَكييفٍ ولا تَمثيلٍ، ومِن غَيرِ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ، ومِن ذلك صِفةُ العَجَبِ؛ فاللَّهُ تعالى يَعجَبُ عَجَبًا يَليقُ بجَلالِه ويَختَصُّ به، لا يُشبِهُ عَجَبَ المَخلوقينَ، وهناكَ أعمالٌ يَعجَبُ اللهُ مِن أصحابِها، ومِنها ما جاءَ في هذا الحَديثِ؛ حَيثُ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يَعجَبُ رَبُّك عَزَّ وجَلَّ مِن راعي غَنَمٍ في رَأسِ شَظيَّةٍ بجَبَلٍ. والشَّظيَّةُ: هيَ القِطعةُ المُرتَفِعةُ في رَأسِ الجَبَلِ التي لم تَنفصِلْ مِنه، أي: أنَّ هذا الرَّاعيَ اختارَ العُزلةَ عنِ النَّاسِ وذَهَبَ يَرعى غَنَمَه في ذلك المَكانِ الذي ليسَ فيه أحَدٌ، يُؤَذِّنُ للصَّلاةِ ويُصَلِّي، أي: إذا حَضَرَ وقتُ الصَّلاةِ أذَّنَ وأقامَ وصَلَّى وَحدَه، وفائِدةُ أذانِه: حتَّى تَشهَدَ له الأشياءُ على تَوحيدِه ومُتابَعةِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والتَّشَبُّهِ بالمُسلمينَ في جَماعَتِهم، وقيل: إذا أذَّنَ وأقامَ تُصَلِّي المَلائِكةُ مَعَه ويَحصُلُ له ثَوابُ الجَماعةِ، فيَعجَبُ اللهُ مِن صَنيعِ هذا الرَّجُلِ، فيَقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، أي: لمَلائِكَتِه: انظُروا إلى عَبدي هذا. وهذا تَعجيبٌ للمَلائِكةِ مِن ذلك الأمرِ بَعدَ التَّعَجُّبِ لمَزيدِ التَّفخيمِ، وكَذا تَسميَتُه بالعَبدِ وإضافتُه إلى نَفسِه والإشارةُ بهذا تَعظيمٌ على تَعظيمٍ، يُؤَذِّنُ ويُقيمُ للصَّلاةِ، يَخافُ مِنِّي، أي: يَفعَلُ ذلك خَوفًا مِن عَذابي لا ليَراه أحَدٌ، قد غَفرتُ لعَبدي وأدخَلتُه الجَنَّةَ، أي: قَضَيتُ وحَكَمتُ له بغُفرانِ ذُنوبِه ودُخولِه الجَنَّةَ.
وفي الحَديثِ إثباتُ صِفةِ العَجَبِ للهِ تعالى.
وفيه بَيانُ بَعضِ الأعمالِ التي يَعجَبُ اللهُ مِن أصحابِها.
وفيه إثباتُ صِفةِ الكَلامِ للهِ تعالى.
وفيه فضلُ المُحافظةِ على الصَّلاةِ.
وفيه مَشروعيَّةُ الأذانِ والإقامةِ للمُنفرِدِ.
وفيه الحَثُّ على الإخلاصِ في العَمَلِ لِما يَتَرَتَّبُ على ذلك مِن رِضا اللهِ تعالى وغُفرانِ الذُّنوبِ ودُخولِ الجَنَّةِ.
وفيه فضيلةُ الإتيانِ بالأعمالِ الصَّالحةِ خَوفًا مِنَ اللهِ تعالى .