الموسوعة الحديثية


- أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لَأَذبَحُ الشاةَ وأنا أَرحَمُها، أو قال: إنِّي لَأَرحَمُ الشاةَ أنْ أَذبَحَها، فقال: والشاةَ إنْ رَحِمْتَها رَحِمَك اللهُ، والشاةَ إنْ رَحِمْتَها رَحِمَك اللهُ.
الراوي : قرة بن إياس المزني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 15592 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (15592) واللفظ له، وابن أبي شيبة (25870)، والطبراني (19/23) (46)
مِنَ الأخلاقِ العَظيمةِ التي حَثَّ الشَّرعُ على التَّخَلُّقِ بها والاتِّصافِ بها خُلُقُ الرَّحمةِ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الرَّاحِمينَ يَرحَمُهمُ اللهُ، وأنَّ مَن رَحِمَ مَن في الأرضِ رَحِمَه مَن في السَّماءِ سُبحانَه، ومَظاهِرُ وصُوَرُ الرَّحمةِ مُتَعَدِّدةٌ وكَثيرةٌ، ومِنها الرَّحمةُ بالحَيَوانِ بالإحسانِ إليه وعَدَمِ إيذائِه، وقد تَكونُ الرَّحمةُ بالحَيَوانِ سَبَبًا مِن أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ، وفي هذا الحَديثِ صورةٌ مِن صُوَرِ الرَّحمةِ بالحَيَوانِ؛ فقد جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: إنِّي لأذبَحُ الشَّاةَ وأنا أرحَمُها، أي: إنَّني وقتَ ذَبحِ الشَّاةِ تَأخُذُني الشَّفقةُ والرَّحمةُ بها، أو قال: -وهو شَكٌّ مِنَ الرَّاوي أيَّ العِبارَتَينِ قال الرَّجُلُ- إنِّي لأرحَمُ الشَّاةَ أن أذبَحَها، أي: أُشفِقُ على الشَّاةِ مِنَ الذَّبحِ. فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والشَّاةُ إن رَحِمتَها رَحِمَك اللهُ، والشَّاةُ إن رَحِمتَها رَحِمَك اللهُ، أي: اعلَمْ أنَّك برَحمَتِك لهذه الشَّاةِ وإشفاقِك عليها تَنالُ رَحمةَ اللهِ. وكَرَّرَ العِبارةَ للتَّأكيدِ وبَيانِ استِحقاقِه لرَحمةِ اللهِ.
وفي الحَديثِ فَضلُ الرَّحمةِ بالحَيَوانِ .
تم نسخ الصورة