الموسوعة الحديثية


- لمَّا نزلت من ذا الَّذي يقرضُ اللَّهَ قرضًا حسنًا فيضاعفَهُ لهُ قالَ أبو الدَّحداحِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللَّهِ وإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لَيريدُ منَّا القرضَ قالَ : نعَم يا أبا الدَّحداحِ قالَ أرِني يدَكَ يا رسولَ اللَّهِ، فَناولَه يدَهُ قالَ : فإني قد أقرضتُ ربِّي عزَّ وجلَّ حائطي قالَ ابنُ مسعودٍ : وحائطٌ لهُ فيهِ ستُّمائةِ نخلةٍ وأمُّ الدَّحداحِ فيهِ وعيالُهُ قالَ : فجاءَ أبو الدَّحداحِ، فَناداها : يا أمَّ الدَّحداحِ قالت : لبَّيكَ قالَ : اخرُجي فقد أقرضتُهُ ربِّي عزَّ وجلَّ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكلة الفقر | الصفحة أو الرقم : 120 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البزار (2033)، وأبو يعلى (4986)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3452) باختلاف يسير
حثَّنا اللهُ سُبحانه وتعالى على الصَّدقةِ في سَبيلِه، ثمَّ تفضَّلَ على المُتصدِّقينَ بالأجْرِ المُضاعَفِ، والثَّوابِ العظيمِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "لَمَّا نزَلَتْ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245]، أي: يَرُدُّه إليه أضعافًا، "قال أبو الدَّحداحِ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَيُرِيدُ منَّا القرَضَ؟!" وهذا استفهامٌ على أصْلِ معنى إقراضِ المالِ، وهلْ أنَّ اللهَ سُبحانه يَقترِضُ مِن عِبادِه وهو الغَنِيُّ سُبحانَه؟! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نعمْ يا أبا الدَّحداحِ، قال: أَرِني يَدَك يا رسولَ اللهِ، فناوَلَه يَدَهُ، قال: فإنِّي قد أقرضْتُ ربِّي عزَّ وجلَّ حائطي"، أي: تَصدَّقَ به طَلَبًا للأجْرِ والثَّوابِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، والمُرادُ بالحائطِ: البُستانُ الذي فيه شجرٌ أو نخْلٌ. قال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "وحائطٌ له فيه سِتُّ مِئةِ نخلةٍ، وأمُّ الدَّحداحِ فيه وعِيالُه"، أي: يَجلِسون في البُستانِ ويَرْعَون شُؤونَه، قال: "فجاء أبو الدَّحداحِ، فناداها: يا أُمَّ الدَّحداحِ، قالت: لبَّيْكَ، قال: اخْرُجي؛ فقدْ أقرَضْتُه ربِّي عزَّ وجلَّ"، أي: اخْرُجي مِن البُستانِ؛ فقد أعْطَيْتُه للهِ قرْضًا حسَنًا وتصدَّقْتُ به للهِ.
وفي الحديثِ: مَنقبةُ أبي الدَّحداحِ الأنصاريِّ رضِيَ اللهُ عنه.
وفيه: الحثُّ على الإسراعِ في طاعةِ اللهِ والخيراتِ.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ الخالصةِ لوجْهِ اللهِ .
تم نسخ الصورة