كتب مَلِكُ الروم الدُّمُستق إلى أهلِ الثُّغورِ يأمُرُهم بحَملِ الخَراجِ إليه، فإن فعلوا، وإلَّا قصَدَهم فقتل الرِّجالَ، وسبى الذريَّة، وقال: إنَّني صحَّ عندي ضَعفُ وُلاتِكم، فلم يفعلوا ذلك، ثمَّ في ربيع الآخر، خرجت الرومُ إلى ملطيَّة وما يليها مع الدُّمُستُق، ومعه مليح الأرمنيُّ صاحِبُ الدُّروب، فنزلوا على ملطيَّة، وحصروها، فصبر أهلُها، ففتح الروم أبوابًا من الربضِ، فدخلوا، فقاتَلَهم أهلُه، وأخرجوهم منه، ولم يظفَروا من المدينةِ بشَيءٍ، وخرَّبوا قُرًى كثيرةً مِن قراها، ونبَشُوا الموتى، ومَثَّلوا بهم، ثمَّ رحل بعد أن أقام فيها ستةَ عشرَ يومًا، وقصَدَ أهلُ ملطيَّة بغداد مستغيثينَ، في جُمادى الأولى، فلم يُعانُوا، فعادُوا بغيرِ فائدةٍ.