أنفذ أبو عبدالله البريدي جيشًا من البصرةِ إلى مذار، فأنفذ بجكم جيشًا إليهم، وعليهم توزون، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فكتب توزون إلى بجكم يطلُبُ أن يلحَقَ به، فسار بجكم إليهم من واسط، منتصَفَ رجبٍ، فلَقِيَه كتاب توزون بأنَّه ظفِرَ بهم وهزمهم، فأراد بجكم الرجوعَ إلى واسط، فأشار عليه بعضُ أصحابه بأن يتصَيَّد، فقَبِلَ منه، وتصيَّدَ حتى بلغ نهر جور، فسَمِعَ أنَّ هناك أكرادًا لهم مالٌ وثروةٌ، فشَرِهَت نفسُه إلى أخذه، فقَصَدَهم في قِلَّةٍ من أصحابه، فهرب الأكرادُ من بين يديه، ورمى هو أحدَهم فلم يصِبْه، فرمى آخَرَ فأخطأه أيضًا، وكان لا يخيبُ سَهمُه، فأتاه غلامٌ من الأكراد مِن خَلفِه وطَعَنَه في خاصرته، وهو لا يعرِفُه، فقتله، وذلك لأربعٍ بَقِينَ من رجب، واختلف عسكرُه، فمضى الديلم منهم خاصةً نحو البريدي، وكانوا ألفًا وخمسمائة، فأحسَنَ إليهم، وزاد أرزاقهم، وأوصلها إليهم دفعةً واحدة.