سار يوسُفُ بنُ وجيه، صاحِبُ عمان، في البحرِ والبَرِّ إلى البصرة فحَصَرها، وكان سببُ ذلك أنَّ معِزَّ الدولة لَمَّا سلك البريَّةَ إلى البصرة، وأرسل القرامِطةُ يُنكِرونَ عليه ذلك، فعَلِمَ يوسف بن وجيه استيحاشَهم مِن مُعِزِّ الدولة، فكتب إليهم يطَمِّعُهم في البصرة، وطلب منهم أن يُمِدُّوه من ناحية البَرِّ، فأمدُّوه بجمعٍ كثير منهم، وسار يوسفُ في البحر، فبلغ الخبَرُ إلى الوزير الحسَن المهلَّبي وقد فرغ من الأهواز والنظرِ فيها، فسار مجِدًّا في العساكرِ إلى البصرة، فدخلها قبل وصولِ يوسُفَ إليها، وشحَنَها بالرجال، وأمدَّه مُعِزُّ الدولة بالعساكرِ وما يحتاج إليه، وتحارَبَ هو وابنُ وجيه أيامًا، ثم انهزم ابنُ وجيه، وظَفِرَ المهَلَّبي بمراكبه وما معه من سلاحٍ وغَيرِه.