مَرِضَ مُعزُّ الدولة بن بُوَيه بانحصارِ البَولِ، فقَلِقَ من ذلك وجمَعَ بين صاحبه سبكتكين ووزيره الحسَن المهلبي، وأصلح بينهما ووصَّاهما بوَلَدِه بختيار خيرًا، ثم عوفيَ مِن ذلك فعزم على الرَّحيلِ إلى الأهواز لاعتقادِه أنَّ ما أصابه مِن هذه العِلَّة بسبَبِ هواءِ بغداد ومائِها، فأشاروا عليه بالمُقام بها، وأن يبني بها دارًا في أعلاها حيث الهواءُ أرَقُّ والماءُ أصفى، فبَنى له دارًا غرِمَ عليه ثلاثة عشر ألف ألف درهم، فاحتاج لذلك أن يصادِرَ بعضَ أصحابِه، ويقال أنفقَ عليها ألفي ألف دينار. قال ابن كثير: " ومات وهو يبني فيها ولم يَسكُنْها، وقد خَرَّبَ أشياءَ كثيرةً مِن معالم الخُلَفاءِ ببغداد في بنائها، وكان ممَّا خَرَّب المعشوق من سُرُّ مَن رأى، وقَلَعَ الأبواب الحديد التي على مدينة المنصورِ والرَّصافة وقصورها، وحَوَّلها إلى داره هذه لا تمَّتْ فَرحتُه بها، فإنَّه كان رافضيًّا خبيثًا "