سيَّرَ مُعِزُّ الدولةِ عَسكرًا إلى عمانَ، فلَقُوا أميرَها، وهو نافِعٌ مولى يوسُفَ بنِ وجيه، وكان يوسُفُ قد هلك، وملَكَ نافِعٌ البلدَ بَعدَه، فدخل نافِعٌ في طاعةِ مُعِزِّ الدولة، وخطب له، وضرب له اسمَه على الدينارِ والدِّرهمِ، فلمَّا عاد العسكرُ عنه وثبَ به أهلُ عمانَ فأخرجوه عنهم، وأدخلوا القرامِطةَ الهَجَريِّينَ إليهم وتسَلَّموا البلد، فكانوا يقيمونَ فيه نهارًا ويخرجونَ ليلًا إلى مُعسكَرِهم، وكتبوا إلى أصحابِهم بهَجَر يعَرِّفونَهم الخبَرَ ليأمُروهم بما يفعلونَ.