هو أبو المسك كافورُ بنُ عبد الله الإخشيديُّ، كان يلقَّبُ بالأستاذ، كان عبدًا نوبيًّا اشتراه السُّلطانُ أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد بثمانيةَ عشرَ دينارًا سنة 312 بمصرَ مِن محمود بن وهب بن عبَّاس، وأعتقه ورَقى به حتى صار أتابِكَ- أي مربي- وَلَدَيه، فكان من كبارِ قُوَّادِه، وكان قد تمَلَّكَ أمرَ مِصرَ في ولايةِ أبي القاسِمِ الإخشيدي، فكانت زمامُ الأمور بيَدِه هو لا بيَدِ أميرِ مِصرَ الإخشيدي، ثمَّ لَمَّا مات أبو القاسِمِ وخَلَفَه أخوه عليٌّ أيضًا بَقِيَ الحالُ لكافور كما هو، ثمَّ لَمَّا مات عليٌّ استقَلَّ كافور بالمملكة وأشيرَ عليه بإقامةِ الدَّعوةِ لوَلَدِ أبي الحَسَن عليِّ بنِ الإخشيد، فاحتَجَّ بصِغَرِ سِنِّه، وكان وزيرُه أبا الفَضلِ جعفرَ بنَ الفرات. فتولَّى كافور إمرةَ مِصرَ لِمُدَّة سنتين، إلى أن توفِّيَ في القاهرةِ عن 65 عامًا، وقيل إنَّه حُمِلَ إلى القدس ودُفِنَ فيها، وقد كان يرغَبُ في أهلِ الخيرِ ويُعَظِّمُهم، وكان أسودَ اللَّونِ شديدَ السَّوادِ, شهمًا كريمًا حسَنَ السياسة، ثمَّ بعد وفاته تولَّى أحمد بن علي الإخشيد الأمرَ، وكانت مدَّة تحكُّم كافور اثنتين وعشرين سنةً منها سنتان وثلاثة أشهر استقلالًا.