ركِبَ عَضُدُ الدولةِ في جنودٍ كثيفة إلى بلادِ أخيه فخرِ الدَّولة، وذلك لَمَّا بلَغَه من ممالأتِه لعِزِّ الدولة واتفاقِهما عليه، فتسَلَّمَ بلاد أخيه فخرِ الدولة وهمدان والري وما بينهما من البلاد، وسلَّمَ ذلك إلى مؤيِّدِ الدَّولة- وهو أخوه الآخر- ليكون نائبه عليها، ثم سار إلى بلادِ حسنويه الكردي فتسَلَّمَها وأخذ حواصِلَه وذخائِرَه، وكانت كثيرةً جِدًّا، وحبس بعضَ أولادِه وأسَرَ بَعضَهم، وأرسلَ إلى الأكراد الهكارية فأخذ منهم بعضَ بلادهم، وعَظُم شَأنُه وارتفع صِيتُه إلَّا أنَّه أصابه في هذا السَّفَرِ داءُ الصُّداعِ، وكان قد تقَدَّمَ له بالموصِلِ مِثلُه، وكان يكتُمُه إلى أن غلب عليه كثرةُ النِّسيانِ، فلا يذكُرُ الشَّيءَ إلَّا بعد جَهدٍ جَهيدٍ.