أراد الشِّيعةُ أن يصنَعوا ما كانوا يصنعونَه من الزينة يومَ غديرِ خُمٍّ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحِجَّة فيما يزعمونَه، فقاتلهم جهَلَةٌ آخرون في المنتَسِبينَ إلى السُّنَّة بعد أن ادَّعَوا أنَّ في مثل هذا اليوم حُصِرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ في الغار فامتنعوا من ذلك، وهذا أيضًا جَهلٌ من هؤلاء، ولَمَّا كان الشِّيعةُ يصنعون في يوم عاشوراء مأتمًا يُظهِرونَ فيه الحُزنَ على الحُسَين بن علي، قابلَتْهم طائفةٌ أخرى مِن جَهَلةِ أهلِ السُّنَّة ادَّعَوا أن يوم الثاني عشر من المحرَّم قُتِلَ فيه مُصعَب بن الزبير، فعَمِلوا له مأتمًا كما تَعمَلُ الشِّيعةُ للحسين، وزاروا قَبرَه كما زاروا قبر الحسين، وهذا من بابِ مُقابلةِ البِدعةِ ببِدعةٍ مِثلِها، ولا يَرفَعُ البِدعةَ إلَّا السُّنَّةُ الصَّحيحةُ.