لَمَّا أخرج يمينُ الدَّولةِ مَحمودُ بنُ سبكتكين عساكِرَ إيلك الخان مِن خُراسان، راسَلَ إيلك الخان قدرخان بن بغراخان مَلِكَ الختل؛ لقرابةٍ بينهما، وذكَرَ له حالَه، واستعانَ به واستنصَرَه، واستنفَرَ التُّركَ مِن أقاصي بلادها، وسار نحو خُراسان، واجتمع هو وإيلك الخان، فعَبَرا النَّهرَ، وبلغ الخبَرُ يمينَ الدَّولة، وهو بطخارستان، فسار وسبَقَهما إلى بلخ، واستعَدَّ للحَربِ، وجمع التُّركَ الغُزية، والخلج، والهند، والأفغانية، والغزنوية، وخرج عن بلخٍ، فعسكَرَ على فَرسَخينِ بمكانٍ فَسيحٍ يصلُحُ للحَربِ، وتقَدَّمَ إيلك الخان، وقدرخان في عساكِرِهما، فنزلوا بإزائِه، واقتتلوا يومَهم ذلك إلى اللَّيلِ، فلمَّا كان الغَدُ بَرَزَ بَعضُهم إلى بَعضٍ واقتَتَلوا، واعتَزَل يمينُ الدَّولةِ إلى نَشزٍ مُرتَفعٍ يَنظُرُ إلى الحَربِ، ونزل عن دابَّتِه وعَفَّر وجهَه على الصَّعيدِ تُواضعًا لله تعالى، وسأله النَّصرَ والظَّفَر، ثمَّ نَزَل وحمَلَ في فيلَتِه على قَلبِ إيلك الخان، فأزالَه عن مكانِه، ووقعت الهَزيمةُ فيهم، وتَبِعَهم أصحابُ يمينِ الدَّولة يقتُلون ويأسِرونَ ويَغنَمونَ، إلى أن عبَروا بهم النَّهرَ، ومن المعلومِ أنَّ إيلك خان التركي طَمِعَ في بلاد يمينِ الدَّولة الغزنوي لَمَّا كان الأخيرُ يغزو بلادَ الهندِ.