كان مَلِكُ قصدار قد صالحَ يَمينَ الدَّولةِ محمودَ سبكتكين على مالٍ يُؤدِّيه إليه، ثمَّ قطَعَه اغتِرارًا بحَصانةِ بَلَدِه، وكَثرةِ المضايِقِ في الطريقِ، واحتمى بايلك الخان، وكان يمينُ الدَّولة يريدُ قَصْدَها، فيتَّقي ناحيةَ إيلك الخان، فلمَّا فَسَدَ ذاتُ بينهما صَمَّمَ العزمَ وقَصَدَها وتجَهَّزَ، وأظهَرَ أنَّه يريدُ هَراةَ، فسار مِن غزنةَ في جمادى الأولى، فلمَّا استَقَلَّ على الطريقِ، سار نحو قصدار، فسبَقَ خَبَرُه، وقطَعَ تلك المضايقَ والجبَل، فلم يشعُرْ صاحِبُها إلَّا وعسكَرُ يمينِ الدَّولة قد أحاط به ليلًا، فطلب الأمانَ فأجابه وأخَذَ منه المالَ الذي كان قد اجتمَعَ عنده، وأقَرَّه على ولايتِه وعاد.