تُوفِّيَت زوجةُ بَعضِ رُؤَساءِ النصارى، فخَرَجَت النوائِحُ والصُّلبانُ معها جِهارًا، فأنكَرَ ذلك بعضُ الهاشميِّينَ، فضَرَبه بعضُ غِلمانِ ذلك الرَّئيسِ النصرانيِّ بدبوسٍ في رأسِه فشَجَّه، فثار المسلمونَ بهم فانهزموا حتى لجؤوا إلى كنيسةٍ لهم هناك، فدخَلَت العامَّةُ إليها فنَهَبوا ما فيها، وما قَرُب منها مِن دورِ النَّصارى، وتتَبَّعوا النصارى في البَلَدِ، وقصَدوا النَّاصِحَ وابن أبي إسرائيلَ فقاتَلَهم غِلمانُهما، وانتشرت الفتنةُ ببغداد، ورفَعَ المسلمونَ المصاحفَ في الأسواق، وعُطِّلَت الجمَعُ في بعضِ الأيَّام، واستعانوا بالخليفةِ، فأمر بإحضارِ ابنِ أبي إسرائيل فامتَنَع، فعزم الخليفةُ على الخروجِ مِن بغداد، وقَوِيَت الفتنةُ جِدًّا، ونُهِبَت دُورُ كثيرٍ مِن النصارى، ثمَّ أُحضِرَ ابنُ أبي إسرائيل، فبذل أموالًا جزيلة، فعفى عنه، وسكَنَت الفتنةُ.