ثار الجُندُ الأتراكُ ببغدادَ على جلالِ الدَّولةِ البُويهيِّ الشيعيِّ، وأرادوا إخراجَه منها، فاستنظَرَهم ثلاثة أيام، فلم يُنظِروه، ورَمَوه بالآجُرِّ، فأصابه بعضُهم، واجتمع الغِلمانُ فرَدُّوهم عنه، فخرَجَ من بابٍ لطيفٍ في سميرية- نوعٍ مِن السفُنِ- مُتنكِّرًا، وصَعِدَ راجلًا منها إلى دارِ المرتضى بالكرخ، وخرج من دار المرتضى، وسار إلى رافعِ بنِ الحُسَين بن مقن بتكريت، وكسَر الأتراكُ أبوابَ داره ودخلوها ونَهَبوها، وقلعوا كثيرًا من ساجِها وأبوابِها، فأرسل الخليفةُ إليه، وقرَّرَ أمرَ الجندِ وأعاده إلى بغداد.