وَصلَ الخَبرُ إلى بغداد بأنَّ جَمْعًا من الأَكرادِ والأَعرابِ قد أَفسَدوا في البلادِ، وقَطَعوا الطَّريقَ، ونَهَبوا القُرى، طَمعًا في السَّلْطَنَةِ بسَببِ الغُزِّ، فسار إليهم البساسيري -وكان مملوكاً تركياً من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة- وتَبِعَهُم إلى البَوازيج -بلد قُربَ تكريت-، فأَوقعَ بِطَوائفَ كَثيرةٍ منهم، وقَتَّلَ فيهم، وغَنِمَ أَموالَهم، وانهَزمَ بعضُهم فعَبَروا الزَّابَ عند البَوازيج فلم يُدرِكهُم، وأَرادَ العُبورَ إليهم، وهُم بالجانبِ الآخر، وكان الماءُ زائدًا، فلم يَتمكَّن من عُبورهِ، فنَجَوْا.