أَقطعَ السُّلطانُ ملكشاه أَخاهُ تاجَ الدولةِ تتش الشامَ، وما يَفتَحُه في تلك النَّواحي، سَنةَ 470هـ، فأَتَى حَلَب وحَصرَها، ولَحِقَ أَهلَها مَجاعةٌ شَديدةٌ، وكان معه جَمعٌ كَثيرٌ من التُّركمان، فأَنفذَ إليه أتسز صاحِبُ دِمشقَ، يَستَنجِدُه، ويُعرِّفُه أن عَساكِرَ مصر قد حَصرَتهُ بدِمشقَ، وكان أَميرُ الجُيوشِ بَدرٌ قد سَيَّرَ عَسكرًا من مصر، ومُقَدِّمُهم قائدٌ يُعرَف بنَصرِ الدولةِ، فحَصَرَ دِمشقَ، فسار تتش إلى نُصرَةِ أتسز فلمَّا سَمِعَ المِصريُّون أَتباعُ الفاطِميِّين بقُربِه أَجفَلوا من بين يَديهِ شِبْهَ المُنهَزِمين، وخَرجَ أتسز إليه يَلتَقيهُ عند سُورِ البلدِ، فاغتاظَ منه تتش حيث لم يُبعِد في تَلَقِّيهِ، وعاتَبَهُ على ذلك، فاعتَذرَ بأُمورٍ لم يَقبَلها تتش، فقَبَضَ عليه في الحالِ، وقَتَلَه مِن ساعتِه، ومَلَكَ البلدَ، وقِيلَ: إن تتش مَلَكَ دِمشقَ سَنةَ 472هـ.