الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 481 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1088
تفاصيل الحدث:

شَرَعَ أَهلُ بابِ البَصرَةِ في بِناءِ القَنطرَةِ الجَديدةِ، واتُّفِقَ أن كوهرائين سار في سميرية -نوع من السُّفُن-، وأَصحابُه يَسيرونَ على شاطئِ دِجلَة بسميريه، فوَقفَ أَهلُ بابِ الأزج على امرأةٍ كانت تَسقِي الناسَ من مُزَمَّلَةٍ لها على دِجلَة، فحَمَلوا عليها، على عادةٍ لهم، وجَعَلوا يَكسِرونَ الجِرارَ، ويَقولون: الماءُ للسَّبيلِ! فلما رَأت سعدَ الدولةِ كوهرائين استَغاثَت به، فأَمَرَ بإبعادِهم عنها، فضرَبَهم الأتراكُ بالمقارِعِ، فسَلَّ العامَّةُ سُيوفَهم ثم إن كوهرائين خَرجَ من السميرية إليهم راجِلًا، فحَمَل أَحدُهم عليه، فطَعَنَه بأَسفلَ رُمحِه، فأَلقاهُ في الماءِ والطِّينِ، فحَمَلَ أَصحابُه على العامَّةِ، فقاتَلوهُم، وحَرَصوا على الظَّفَرِ بالذي طَعَنَهُ، فلم يَصِلوا إليه، وأَخذَ ثَمانيةَ نَفَرٍ، فقَتَلَ أَحدَهم، وقَطعَ أَعصابَ ثَلاثةِ نَفَرٍ، وأَرسلَ قَباءَه إلى الدِّيوانِ وفيه أَثَرُ الطَّعنَةِ والطِّينِ يَستَنفِر على أَهلِ بابِ الأزج. ثم إن أهلَ الكَرخِ عَقَدوا لِأَنفُسِهم طاقًا آخرَ على بابِ طاقِ الحراني، وفَعَلوا كفِعلِ أَهلِ البَصرَةِ.