كَتَبَ الوَزيرُ أبو شُجاعٍ محمدُ بن حُسينٍ الروذراوريُّ إلى الخَليفةِ يُعرِّفهُ باستِطالَةِ أَهلِ الذِّمَّةِ على المسلمين، وأن الواجِبَ تَمييزُهم عنهم؛ فأَمرَهُ الخَليفةُ أن يَفعلَ ما يَراهُ. فأَلزَمَهم الوَزيرُ لُبْسَ الغيارِ والزَّنانيرِ وتَعليقَ الدَّراهِم الرصاص في أَعناقِهم، مَكتوبٌ على الدَّراهِم "ذِمِّي" وتُجعَل هذه الدَّراهِم أيضًا في أَعناقِ نِسائِهم في الحَمَّاماتِ ليُعرَفنَ بها، وأن يَلبَسنَ الخِفافَ فَرْدًا أَسوَد وفَرْدًا أَحمَر، وجُلْجُلًا في أَرجُلِهِنَّ. فذُلُّوا وانقَمَعوا بذلك. وأَسلَم حينئذ عَدَدٌ منهم.