كانت وقعةٌ بين العساكر المصرية والفرنج، قيل في سببِها: إن المصريين لما بلغهم ما تمَّ على أهل القدس جمع الأفضل أميرُ الجيوش بن بدر الجمالي العساكِرَ وحَشَد، وسار إلى عسقلان، وأرسل إلى الفرنج ينكِرُ عليهم ما فعلوا، ويتهدَّدهم، فأعادوا الرسولَ بالجواب ورحلوا على إثرِه، وطلعوا على المصريين عَقيبَ وصول الرسول، ولم يكُنْ عند المصريين خبَرٌ من وصولهم، ولا من حركتِهم، ولم يكونوا على أُهْبةِ القتال، فنادَوا إلى ركوب خيولهم، ولَبِسوا أسلحتَهم، وأعجلهم الفرنجُ فهزموهم، وقتلوا منهم من قُتِل، وغنموا ما في المعسكر من مالٍ وسلاح وغير ذلك، وانهزم الأفضلُ، فدخل عسقلان، ومضى جماعةٌ من المنهزمين فاستتروا بشجرِ الجميز، فأحرق الفرنجُ بعضَ الشجر، حتى هلك من فيه، وقتلوا من خرج منه، وعاد الأفضلُ في خواصِّه إلى مصر، ونازل الفرنج عسقلان، وضايقوها، فبذل لهم أهلُها قطيعة اثني عشر ألف دينار، وقيل: عشرين ألف دينار، ثم عادوا إلى القدس.