هو السلطان أبو يحيى تميم بن المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي، ملَكَ إفريقيةَ بعد أبيه. كان ملكًا جليلًا شهمًا، شجاعًا ذكيًّا، مَهيبًا فاضلًا، شاعرًا جوادًا فصيحًا, حليمًا كثير العفو عن الجرائم العظيمة، وله معرفة حسنة، وله شِعر حسن, كان حسَنَ السيرة، محبًّا للعلماء، قصده الشعراء من النواحي. ولد سنة 422، ولم يزل بالمهدية منذ ولاه أبوه إياها من صفر سنة خمس وأربعين إلى أن توفِّي أبوه, وكان له في البلاد أصحاب أخبار يجري عليهم أرزاقًا سَنية ليطالعوه بأحوال أصحابه؛ لئلا يظلموا الناس. ولما توفي كان عمره تسعًا وسبعين سنة، وكانت ولايته ستًا وأربعين سنة وعشرة أشهر وعشرين يومًا، وخلف من الذكور ما يزيد على مائة، ومن البنات ستين بنتًا، ولما توفي ملك بعده ابنُه يحيى بن تميم.