الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 509 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1115
تفاصيل الحدث:

نزلت العساكِرُ السلطانية أرض شيزر، وجعل أتابك طغتكين دمشق يُرَيِّث الفرنج عن اللقاءِ خوفًا من الفرنج أن يَكسِروا العساكر السلطانية فيأخذوا الشام جميعه، أو ينكسروا فتستولي العساكر السلطانية على ما في يده. وخاف الفرنج وضاقت صدورُ أمراء عسكر السلطان من المصابرة، فرحلوا ونزلوا حصن الأكراد وأشرف على الأخذ، فاتفق أتابك والفرنج على عودِ كلِّ قوم إلى بلادهم، ففعلوا ذلك. وتوجه أتابك إلى دمشق، وعاد عسكر حلب وشمس الخواص إلى حلب، فقبض عليه لؤلؤ الخادم واعتقله، فعادت عساكر السلطان حينئذ عن حصن الأكراد، وأمن الترك وانتشروا في أعمال المعرَّة، واشتغلوا بالشرب والنهب، ووقع التحاسد فيما بينهم، وكان لؤلؤ الخادم يكشف أخبار عساكر المسلمين ويطالع بها الفرنج. ورحل برسق وجامدار صاحب الرحبة نحو دانيث يطلبون حلب، فنزل جامدار في بعض الضياع. ووصل برسق بالعسكر إلى دانيث بكرة الثلاثاء العشرين من شهر ربيع الآخر، والفرنج يعرفون أخبارهم ساعة فساعة، فوصلهم الفرنج، وقصدوا العسكر من ناحية جبل السماق، والعسكر على الحال من الانتشار والتفرُّق والعبث، فلم يكن لهم بالفرنج طاقة؛ فانهزموا من دانيث إلى تل السلطان. واستتر قوم في الضياع من العسكر فنهبهم الفلاحون وأطلقوهم، وغَنِمَ أهل الضياع مما طرحوه وقت هزيمتهم ما يفوت الإحصاء، وأخذ الكفارُ من هذا ما يفوت الوصف، وغنموا من الكراع والسلاح والخيام والدواب وأصناف الآلات والأمتعة ما لا يُحصى، وقُتِل من المسلمين نحو خمسمائة وأُسِرَ نحوها، واجتمع العسكر على تل السلطان، ورحلوا إلى النقرة مخذولين مختلفين.