هو الأميرُ جيوش بك صاحب الموصل كان تركيًا من مماليك السلطان محمد، عادلًا، حسن السيرة، ولما وليَ الموصل والجزيرة كان الأكراد بتلك الأعمال قد انتشروا، وكثُر فسادهم، وكثرت قلاعهم، والناس معهم في ضيق، فقصدهم وحصَرَ قلاعَهم، وفتح كثيرًا منها ببلد الهكارية، وبلد الزوزان، وبلد البشنوية، وخافه الأكراد، وتولى قصدهم بنفسه، فهربوا منه في الجبال والشعاب والمضايق، وأمِنَت الطرق، وانتشر الناسُ واطمأنوا، وبقي الأكراد لا يجسُرون أن يحملوا السلاحَ؛ لهيبته. قتله السلطان محمود؛ لأنه كان قد حسَّن لمسعود الخروج على أخيه محمود ورغَّبه في السلطنة، ثم عاد جيوش بك إلى خدمة السلطان محمود، فلما رضي عنه أقطعه أذربيجان وجعله مقدَّمَ عسكره، فجرى بينه وبين جماعة من الأمراء منافرة ومنازعات، فأغروا به السلطان، فقتله في رمضان على باب تبريز.