في هذه السنة جهَّز ابن تومرت جيشًا عليهم الونشريسي وعبد المؤمن إلى مراكش، فحصروا أمير المسلمين بمراكش عشرين يومًا، ثم سار متولي سجلماسة بالعساكر للكشف عن مراكش، وطلع أهل مراكش وأمير المسلمين واقتتلوا، فقُتِل الونشريبسي، وصار عبد المؤمن مقدَّم العسكر، واشتدَّ بينهم القتال إلى الليل، واستحَرَّ القتل بالموحِّدين, فانهزم عبد المؤمن بالعسكر إلى الجبل، ولما بلغ المهدي بن تومرت خبر هزيمة عسكره، وكان مريضًا، فاشتدَّ مرضه، وسأل عن عبد المؤمن فقالوا: سالم، فقال المهدي: لم يمت أحد، وأوصى أصحابَه باتباع عبد المؤمن وقال: هو الذي يفتح البلاد، فاعضُدوه بأنفسكم وأموالكم، وسمَّاه أمير المؤمنين، ثم مات المهدي في مرضه هذا، وعاد عبد المؤمن إلى تينمليل وأقام بها يؤلِّف قلوب الناس.