لما علم ابن صباح صاحب قلعة ألموت بما جرى على أشياعه الإسماعيلية بدمشق، تنمَّر وندب طائفة لقتل تاج الملوك بوري بن طغتكين، صاحب دمشق، فعيَّن اثنين في زي الجند، ثم قدما فاجتمعا بناس منهم أجناد، وتحيلا على أن صارا من السلحدانة وضمنوهما، ثم وثبا عليه في خامس جمادى الآخرة، فضربه أحدهما بالسيف قَصَد رأسه، فجرحه في رقبته جرحًا سليمًا، وضربه الآخر بسكين في خاصرته، فمرت بين الجلد واللحم, فتعلَّل من ذلك بجرحين، برأ من أحدهما، ولم يبرأ من الآخر، وبقي فيه ألمه، إلا أنه يجلس للناس، ويركب معهم على ضعف فيه، ثم اشتد عليه جرحه وأضعفه، وأسقط قوته إلى أن توفي في رجب سنة 526.