لَمَّا استَقَرَّت أحوالُ الفرنجِ في المهديَّة وصفاقِسَ سار قائِدُهم جرجي في أسطولٍ إلى قلعةِ إقليبيَّةَ، وهي قلعةٌ حَصينةٌ، فلَمَّا وصَلَ إليها سَمِعَت به العرب، فاجتَمَعوا إليها، ونزل إليهم الفِرنجُ، فاقتتلوا فانهزم الفِرنجُ وقُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ، فرجعوا خاسرين إلى المهديَّة، وصار للفِرنجِ مِن طرابلس الغَرب إلى قريبِ تُونُسَ ومِن المغرب إلى دونَ القَيروان.