استَولَى شملةُ التُّركمانيُّ على خوزستان، وكان قد جَمَعَ جَمْعًا كَثيرًا من التُّركمانِ وسار يريد خوزستان، وصاحِبُه حينئذٍ ملكشاه بنُ محمودٍ السَّلجوقيُّ، فسَيَّرَ الخَليفةُ إليه عَسكرًا، فلَقِيَهم شملةُ في رجب، وقاتَلَهم، فانهَزَم عَسكرُ الخَليفةِ، وأَسَرَ وُجُوهَهُم، ثم أَحسَنَ إليهم وأَطلَقَهم، وأَرسلَ يَعتَذِر، فقَبِلَ عُذرَهُ، وسار إلى خوزستان فمَلَكَها وأَزاحَ عنها ملكشاه بنَ مَحمودٍ، ثم سار الغُزُّ الأَتراكُ التُّركمانُ إلى نيسابور، فمَلَكوها بالسَّيفِ، فدَخَلوها وقَتَلوا محمدَ بنَ يحيى الفَقيهَ الشافعيَّ ونَحوًا من ثلاثين ألفًا، وكان السُّلطانُ سنجر له اسمُ السَّلطَنَةِ، وهو مُعتَقلٌ لا يُلتَفَتُ إليه، حتى إنه أراد كَثيرًا من الأيام أن يَركَب، فلم يكُن له مَن يَحمِل سِلاحَه، فشَدَّهُ على وَسَطِه ورَكِبَ، وكان إذا قُدِّمَ له طَعامٌ يَدَّخِر منه ما يَأكلُه وَقتًا آخرَ، خَوفًا من انقِطاعِه عنه، لِتَقصيرِهِم في واجِبِه.