خرج الوزير ابن هبيرة من داره إلى الديوان، والغلمان يطرقون له، وأرادوا أن يَرِدوا باب المدرسة الكمالية بدار الخليفة، فمنعهم الفقهاءُ وضربوهم بالآجُرِّ، فشَهَر أصحابُ الوزير السيوف وأرادوا ضربَهم، فمنعهم الوزير، ومضى إلى الديوان، فكتب الفقهاء مطالعةً يشكون أصحاب الوزير، فأمر الخليفة بضربِ الفقهاء وتأديبهم ونفيهم من الدار، فمضى أستاذ الدار وعاقبَهم هناك، واختفى مدرِّسُهم الشيخ أبو طالب، ثم إنَّ الوزير أعطى كل فقير دينارًا، واستحلَّ منهم، وأعادهم إلى المدرسة وظهر مدَرِّسُهم.