أثناءَ حِصار صلاحِ الدين الأيوبي لحَلَب بلَغَه مسيرُ الفرنجِ إلى حمص وتجهُّزُهم لِقَصدِها، فرحل عن حَلَب إلى حماة، فوصله ثامِنَ رَجَب، بعد نزول الفرنجِ على حمص بيومٍ، ثم رحل إلى الرستن، فلمَّا سَمِعَ الفرنجُ بقُربِه رَحَلوا عن حمص، ووصل صلاحُ الدين إليها، فحصر القلعةَ إلى أن ملكها في الحادي والعشرين من شعبان، فصار أكثَرُ الشام بيده، ولَمَّا ملك حمص سار منها إلى بعلبك، وبها خادِمٌ اسمه يمن، وهو والٍ عليها من أيام نورِ الدين محمود، فحصرها صلاحُ الدين، فأرسل يمن يطلبُ الأمان له ولمن عنده، فأمَّنَهم صلاحُ الدين، وسُلِّمَ القلعة رابع شهر رمضان.