جهَّزَ الخليفةُ الناصِرُ لدين الله عسكرًا كثيرًا، وجعلَ المقَدَّمَ عليهم وزيرَه جلال الدين عبيد الله بن يونس، وسيَّرَهم إلى مساعدة قزل أرسلان بن الأتابك إيلدكز، ليكُفَّ السلطان طغرل عن البلاد، فسار العسكَرُ ثالث صفر إلى أن قارب همذان، فلم يصِلْ قزل إليهم، وأقبَلَ طغرل إليهم في عساكرِه، فالتقوا ثامِنَ ربيع الأول بـ (داي مرج) عند همذان، واقتتلوا، فلم يثبُتْ عسكر بغداد، بل انهزموا وتفَرَّقوا، وثبت الوزيرُ قائمًا، ومعه مُصحَفٌ وسَيفٌ، فأتاه من عسكَرِ طغرل مَن أسَرَه، وأخَذَ ما معه من خزانةٍ وسِلاحٍ ودوابَّ وغير ذلك، وعاد العسكَرُ إلى بغداد متفَرِّقينَ.