يرجِعُ تاريخُ مدينةِ الرِّباط إلى فتراتٍ تاريخية مختلفة، إلَّا أنَّ التأسيس الأوَّلي للمدينة يعودُ إلى عهد المرابطين الذين أنشؤوا رباطًا مُحَصَّنًا؛ ذلك أنَّ هاجِسَ الأمن كان أقوى العوامِلِ التي كانت وراء هذا الاختيار؛ ليكون نقطةً لتجَمُّع المجاهدين، ورَدِّ الهَجَمات خلالَ عهد الموحدين، عرفَت المدينة إشعاعًا تاريخيًّا وحضاريًّا؛ حيث تمَّ تحويلُ الرباط (الحصن) على عهدِ عبد المؤمن الموحِّدي إلى قصبة مُحصَّنة لحماية جيوشِه التي كانت تَنطلِقُ في حملات جهادية صَوبَ الأندلس، وفي عهد حفيدِه يعقوب المنصور، أراد أن يجعَلَ مِن رباط الفتح عاصِمةً لدولته، وهكذا أمرَ بتَحصينِها بأسوارٍ مَتينةٍ، وشَيَّدَ بها عِدَّةَ بنايات من أشهرِها مسجِدُ حسان بصومعتِه الشَّامخة.