استقرَّت القاعدة بين مظفر الدين بن زين الدين، صاحب إربل وبين جلال الدين بن خوارزم شاه وبين الملك المعظَّم، صاحب دمشق، وبين صاحِبِ آمد، وبين ناصر الدين، صاحب ماردين، ليقصِدوا البلادَ التي بيد الأشرف، ويتغلَّبوا عليها، ويكون لكُلٍّ منهم نصيبٌ، فبادر مظفر الدين إلى الموصِل, وأمَّا جلال الدين فإنَّه قد شُغِلَ بعصيان نائبه ببلاد كرمان، فانفسخ جميعُ ما كانوا عزموا عليه إلَّا أن مظفر الدين سار من إربل ونزل على جانب الزابن ولم يمكِنْه العبور إلى بلد الموصل, وكان بدرُ الدين قد أرسل من الموصل إلى الأشرف، وهو بالرقَّة، يستنجده ويطلُبُ منه أن يحضُرَ بنفسه الموصِلَ ليدفع مظفر الدين، فسار منها إلى حرَّان، ومن حران إلى دنيسر، فخربَ بلد ماردين وأهله تخريبًا ونهبًا, وأما المعظَّم، صاحب دمشق، فإنه قصد بلادَ حِمص وحماة، وأرسل إلى أخيه الأشرف ليرحلَ عن ماردين وحلب، على أن يعودَ كُلٌّ منهم إلى بلده. فرحل الأشرفُ عن ماردين، ورحل المعظَّم عن حمص وحماة، ورحل مظفَّر الدين عن الموصل.