الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 626 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1229
تفاصيل الحدث:

ملك الملك الكامل مدينة حماة، وسبب ذلك أنَّ الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر، وهو صاحب حماة، توفِّي، ولما حضرته الوفاة حلف الجندُ وأكابر البلد لولده الأكبر، ويلقب بالملك المظفَّر، وكان قد سيَّرَه أبوه إلى الملك الكامل، صاحب مصر، وكان لمحمَّد ولد آخر اسمه قلج أرسلان، ولقبه صلاح الدين، وهو بدمشق، فحضر إلى مدينة حماة فسُلِّمَت إليه، واستولى على المدينة وعلى قلعتها، فأرسل الملك الكامل يأمره أن يسلِّمَ البلد إلى أخيه الأكبر، فإنَّ أباه أوصى له به، فلم يفعل، وترددت الرسل في ذلك إلى الملك المعظَّم، صاحب دمشق، فلم تقع الإجابة، فلما توفِّيَ المعظم، وخرج الكامل إلى الشام وملك دمشق، سيَّرَ جيشًا إلى حماة فحصرها ثالث شهر رمضان، وكان المقَدَّم على هذا الجيش أسد الدين شيركوه، صاحب حمص، وأمير كبير من عسكره يقال له فخر الدين عثمان، ومعهما ولد محمد بن تقي الدين محمد الذي كان عند الكامل، فبقي الحصار على البلد عدة أيام، وكان الملك الكامل قد سار عن دمشق ونزل على سلمية يريد العبور إلى البلاد الجزرية، حران وغيرها، فلما نازلها قَصَده صاحب حماة صلاح الدين، ونزل إليه من قلعتِه في نفرٍ يسيرٍ، ووصل إلى الكامل، فاعتقَلَه إلى أن سلَّمَ مدينة حماة وقلعتَها إلى أخيه الأكبر الملك المظفَّر، وبقي بيده قلعة بارين، فإنها كانت له.