كان حسام الدين صاحب مدينة أرزن الروم من ديار بكر لم يزل مصاحبًا للملك الأشرف، مشاهدًا جميع حروبه وحوادثه، وينفِقُ أمواله في طاعته، ويبذل نفسَه وعساكره في مساعدته، فهو يعادي أعداءه، ويوالي أولياءه، ومن جملة موافقته أنه كان في خلاط لَمَّا حصرها جلال الدين، فأسره جلالُ الدين، وأراد أن يأخذ منه مدينة أرزن، فقيل له: إن هذا من بيت قديمٍ عريق في الملك، وإنه ورث أرزن هذه من أسلافِه، وكان لهم سواها من البلاد فخرج الجميعُ من أيديهم، فعطف عليه ورقَّ له، وأبقى عليه مدينة أرزن، وأخذ عليه العهودَ والمواثيق أنه لا يقاتِلُه، فلما جاء الملك الأشرف وعلاء الدين محاربين لجلال الدين لم يحضُرْ معهم في الحرب، فلما انهزم جلال الدين سار شهاب الدين غازي بن الملك العادل، وهو أخو الأشرف، وله مدينة ميافارقين، ومدينة حاني، وهو بمدينة أرزن، فحصره بها، ثم ملكها صلحًا، وعوَّضَه عنها بمدينة حاني من ديار بكر.