بعد أن بدأ الخلاف في البيت الأيوبي وخاف كل أميرٍ من الآخر، لم يجدوا سبيلًا إلا الاستنجاد بالكُفَّار على إخوانهم، وتعهدوا لهم بعهودٍ ومواثيق وتسليمِ للبلاد, فسَلَّم الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق حصن شقيف أرنون لصاحب صيدا الفرنجي وسلَّمه غيرها من المدن، فاشتد الإنكارُ عليه من الناس عامَّةً؛ بسبب ذلك، حتى إن الشيخ عز الدين بن عبد السلام خطيب البلد، والشيخ أبا عمرو بن الحاجب شيخ المالكية ندَّدا به وقطعا الخطبة له، فاعتقلهما مدةً ثم أطلقهما وألزمهما منازِلَهما، وولى الخطابةَ وتدريس الغزالية لعماد الدين داود بن عمر بن يوسف المقدسي خطيب بيت الأبار، ثم خرج الشيخان من دمشق، فقصد أبو عمرو الناصر داود بن الملك المعظَّم بالكرك، ودخل الشيخ عز الدين الديارَ المصريَّة.