بعد رحيل الخوارزميَّة عن دمشق بعدما حاصروها حين أرسلَ الملك الصالحُ نجمُ الدين أيوب مِن مصرَ جيشًا لقتالهم وبعد تحالُفِ بيبرس معهم، وكذلك صاحب حمص، وكذلك الصالح إسماعيلُ كُلُّهم ضد صاحِبِ مصر، حيث أرسل الملِكُ الصالح أيوب القاضي نجمَ الدين محمد بن سالم النابلسي، المعروف بابن قاضي نابلس- وكان متقدمًا عنده- إلى مملوكِه الأمير ركن الدين بييرس، فما زال يخدعُه ويُمَنِّيه، حتى فارق الخوارزميَّة، وقَدِمَ معه إلى ديار مصرَ، فاعتُقِلَ بقلعة الجبل، وكان آخِرَ العهد به، فالتَقَوا مع الملك المنصورِ إبراهيم صاحِبِ حمص وعساكر حلب، وقد انضَمَّ إليهم عربٌ كثيرٌ وتركمان؛ نُصرةً للملك الصالحِ نجم الدين، وذلك بظاهِرِ حمص أوَّلَ يومٍ مِن المحرم، وقيل ثانِيَه، فكانت بينهم وقعةٌ عظيمةٌ انهزم فيها الخوارزميَّة هزيمةً قبيحة، تبَدَّد منها شملُهم، ولم يقُمْ لهم بعدها قائمةٌ، وقُتِلَ مُقَدَّمُهم بركة خان وأُسِرَ كثيرٌ منهم واتَّصلَ مَن فرَّ منهم بالتَّتار، ووردت البشرى بهذه الهزيمةِ إلى السلطانِ الملك الصالحِ نجم الدين أيوب في المحَرَّم، فزُيِّنَت القاهرة ومِصرُ والقلعتان،