ثار جماعةٌ مِن السودان والركبدارية والغِلمان على حاكِمِ مِصرَ السُّلطان سيفُ الدين قطز، وفتحوا دكاكينَ السيوفيِّين بين القصرين وأخذوا ما فيها من السِّلاحِ، واقتحموا اصطبلات الأجناد وأخذوا منها الخيولَ، وكان الحامِلُ لهم على هذا رجلٌ يعرف بالكوراني، أظهَرَ الزُّهدَ بيَدِه سبحةٌ وسكن قبة بالجبل، وتردَّد إليه الغلمان فحَدَّثَهم في القيام على أهل الدولة، وأقطعهم الإقطاعاتِ وكتب لهم بها رقاعًا، فلما ثاروا في الليل ركب العسكرُ وأحاطوا بهم وربطوهم، فأصبحوا مصلَّبينَ، خارج باب زويلة، وسكَنَت الثائرةُ.