كان سَبَبُ عداوة بركة خان وهولاكو أنَّ وقعةً كانت بينهما، قُتِلَ فيها ولد هولاكو وكُسِرَ عَسكَرُه وتمزَّقوا في البلاد، وصار هولاكو إلى قلعةٍ بوسط بحيرة أذربيجان محصورًا بها، وأرسَلَ إليه بركةُ يطلُبُ منه نصيبًا مما فتحه من البلاد وأخَذَه من الأموال والأسرار، على ما جرت به عادةُ ملوكهم، فقتَلَ رُسُلَه فاشتَدَّ غَضَبُ بركة، ومما زاد الخلافَ بينهما هو إسلامُ بركة خان وغَضَبُه على هولاكو مما فَعَله ببغداد وقَتْله للخليفة العباسي المستعصم بالله، وكاتب الظاهِرَ ليتَّفِقا على هولاكو، فلمَّا بلغ ذلك السلطانَ سُرَّ به، وفرح الناسُ باشتغال هولاكو عن قَصدِ بلاد الشام، وكتب السلطانُ إلى النواب بإكرام الوافديَّة من التتار، وكانوا مائتي فارسٍ بأهاليهم، فحَسُنَت حالهم، ودخل في الإسلامِ مَن لم يُسلِمْ مِن قبلُ، وكتب السلطانُ إلى الملك بركة كتابًا، وسيَّرَه مع الفقيه مجد الدين والأمير سيف الدين كسريك.