أثناء حصارِ السلطان بيبرس حصن الأكرادَ حضر إلى خدمة السلطان كثيرٌ من أصحاب البلاد المجاورة، فلم يبق أحدٌ إلا وقدم على السلطان مثل: صاحب حماة، وصاحب صهيون، إلا نجم الدين حسن بن الشعراني صاحب قلاع الإسماعيليَّة، فإنه لم يحضر بل بعث يطلبُ تنقيضَ القطعة التي حملوها لبيت المال، بدلًا مما كانوا يحملونه إلى الفرنج، وكان صارم الدين مبارك بن الرضي صاحب العليقة قد تغير السلطان عليه من مدة، فدخل صاحب صهيون بينه وبين السلطان في الصلح، وأحضره إلى الخدمة، فقَلَّدَه السلطان بلاد الدعوةِ استقلالًا، وأعطاه طبلخاناه، وعزل نجمَ الدين حسن بن الشعراني وولده من نيابة الدعوة، وتوجه صارم الدين إلى مصياف كرسي بلاد الإسماعيليَّة في السابع عشر جمادى الآخرة، وصَحِبَته جماعةٌ لتقرير أمره.