وصلت العساكرُ المصريَّةُ إلى حضرة السلطان الظاهر بيبرس إلى دمشق فسار بهم منها في سابع هذا الشهر، فاجتاز بحماة واستصحب ملكها المنصور، ثم سار إلى حَلَب فخيم بالميدان الأخضر بها، وكان سَبَبُ ذلك أن عساكِرَ الروم جمعوا نحوًا من عشرة آلاف فارس وبعثوا طائفةً منهم فأغاروا على عينِ تاب، ووصلوا إلى نسطون ووقعوا على طائفة من التركمان بين حارم وأنطاكية فاستأصلوهم، فلما سمع الروم بوصول السلطان ومعه العساكر المنصورة ارتدوا على أعقابهم راجعينَ، وكان بلغه أن الفرنج أغاروا على بلاد قاقون ونهَبوا طائفة من التركمان، فقبض على الأمراءِ الذين هناك حيث لم يهتَمُّوا بحفظ البلاد وعادوا إلى الديارِ المصرية.