أُمطِرَت المدينةُ النبويَّةُ في ليلة الرابع من المحرم مطرًا عظيمًا فوكَفَت سقوفُ المسجِدِ النبوي والحُجرة الشريفة، وخَربت عدَّةُ دُورٍ وتَلِفَ نخلٌ كثيرٌ من السيولِ، ثم عقب ذلك جرادٌ عظيمٌ صار له دويٌّ كالرعد، فأتلف التَّمرَ وجريد النخلِ وغيرَه من المزارع، وكانت الأعينُ قد أتلَفَها السيلُ، وخَرَّبَ عين الأزرق حتى عادت مِلحًا أُجاجًا، فكتب بذلك إلى السُّلطانِ قلاوون، وأنَّ الحُجرةَ الشَّريفةَ عادتُها أن تُشمسَ في زَمَن الخُلَفاء إذا وَلِيَ الخليفةُ، فلا تزالُ حتى يقومَ خليفةٌ آخرُ فيُشمِسوها، وأنَّ المنبرَ والرَّوضةَ يُبعَث بكسوتِها في كلِّ سَنةٍ، وإنَّهما يحتاجانِ إلى كسوةٍ.