كان الأميرُ علاء الدين السلجوقي قد أقطع أرطغرل جزءًا كبيرًا من الأرضِ مقابِلَ الرومِ مكافأةً له مِن جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يكون ردءًا له من الروم، فاستقَرَّت هذه الأسَرُ التركمانية في تلك الناحية قريبًا من بحرِ مرمرة التابع للبحر الأسودِ قريبًا من مدينة بورصة، إلى أن توفي أرطغرل سنة 697 فخَلَفَه ابنُه عثمانُ أكبَرُ أولاده، الذي حَظِيَ أيضًا بقَبولِ الأمير علاء الدين السلجوقي، ويُعَدُّ عُثمانُ هذا هو أوَّلَ مؤسِّسٍ للدَّولةِ العثمانية؛ حيث بدأ يتوسَّعُ بإمارته فتمَكَّنَ سنة 698 من ضَمِّ قلعة حصار أو القلعة السوداء ممَّا زاد من إعجابِ الأمير علاء الدين به، فمنحه لقَبَ بيك، وأقَرَّه على الأراضي التي ضَمَّها إليه، كما أقرَّه على ضَربِ عُملةٍ باسمِه بالإضافة إلى ذِكرِ اسمِه في الخُطَبِ يوم الجمعة، ثم زاد من أمرِ عثمانَ أنَّ المغول لما أغاروا على علاء الدين سنة 699 ففَرَّ منهم وتوفِّيَ في العامِ نَفسِه وخُلِعَ ابنُه غياث الدين الذي قتلَتْه المغولُ أيضًا، فلم يَعُدْ أمام عثمان أيُّ سلطةٍ أعلى منه، فبدأ بالتوسُّعِ، فاتخذَ مِن مدينة يني شهر- أي: المدينة الجديدة- قاعدةً له، ولقَّبَ نفسَه باديشاه آل عُثمان، واتخذ رايةً (وهي نفسُ عَلَمِ تركيا اليومَ).