اشتَدَّ فسادُ العُربان بالصعيد والفيوم والإطفيحيَّة، فأخرج الأميرُ غرلو إلى إطفيح فأمَّنَ غرلو شيخَ العربان مغنى، وأخذ في التحيُّل على نُمَي حتى قَبَض عليه، وسَلَّمَه لمغنى، فعذبه عذابًا شديدًا، فثار أصحابُه، وكبسوا الحيَّ وتلك النواحيَ، وكَسَروا عرب المغنى، وقتلوا منهم ثلاثمائةِ رَجُل وستين امرأة، وذبحوا الأطفالَ، ونهبوا الأجرانَ وهدموا البيوت، ولَحِقوا بعربان الصعيد والفيوم فكانت عِدَّةُ مَن قُتِلَ منهم في هذه السنة نحو الألفي إنسان، لم يُفَكِّر أحدٌ في أمرهم، ولا فيما أفسدوه!