كثُرَ عَبثُ الفرنج بالسواحل، وهجم في الليل غرابان -مركبان- فيهما طائفة من الفرنج، على ميناء الإسكندرية، فوجدوا فيها مركبًا للتجار فيه بضائع بنحو مائة ألف دينار، فاقتتلوا معهم عامة الليل، فخرج الناس من المدينة، فلم يقدروا على الوصول إليهم؛ لعدم المراكب الحربية عندهم، ولا وصلت سهامهم إلى الفرنج، بل كانت تسقط في البحر، فلما طال الحرب بين الفرنج والتجار المسلمين، واحترقت مركب التجار، نجَوا في القوارب إلى البر، فأتت نار الفرنج على سائر ما في المركب من البضائع، حتى تَلِفَ بأجمعها، ومضى الفرنج نحو برقة، فأخذوا ما قدروا عليه، ثم عادوا إلى الإسكندرية، ومضَوا إلى نحو الشام.