عندما زحف إسكندر بن قرا يوسف قرا محمد بين بيرم خجا متملك توريز على مدينة السلطانية، وقتل متولِّيَها من جهة ملك المشرق شاه رخ بن تيمور كركان في عدة من أعيانها، ونهَب وأفسد، فسار إليه شاه رخ بن تيمور في جموع كبيرة، فخرج إسكندر بن قرا يوسف من توريز، وجمع لحربه، ولقيه وقد نزل خارج توريز، فانتدب لمحاربته الأمير قرا يلك صاحب آمد، وقد لحق بشاه رخ، وأمدَّه بعسكر كبير، وقاتله خارج توريز في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة، قتالًا شديدًا، قُتِلَ فيه كثير من الفئتين، وانهزم إسكندر، وهم في إثرِه يطلبونه ثلاثة أيام، ففاتهم إدراكُه، وقد نُهِبت جقطاي عامة تلك البلاد، وقتلوا وسبوا وأسَروا وفعلوا ما يشنع ذكره، ثم إن شاه رخ ألزم أهل توريز بمال كبير اجتاح فيه أموالهم، حتى لم يَدَعْ بها ما تمتدُّ إليه العين، ثم جلاهم بأجمعهم إلى سمرقند، فما ترك إلا ضعيفًا عاجزًا لا خير فيه، ورحل بعد مدة يريد بلاده، وقد اشتدَّ الغلاء معه، فأعقب رحيلَه عن توريز جرادٌ عظيم، لم يترك بها ولا بجميع أعماله خضرًا وانتشرت الأكراد بتلك النواحي تعبث وتفسد، ففُقِدَت الأقوات، حتى بِيعَ رطل اللحم بعدة دنانير، وصار فيما بين توريز وبغداد مسافة عشرين يومًا وأزيد خرابًا يبابًا، وأما إسكندر فإنه جال في بلاد الأكراد، وقد وقعت بها الثلوج مدة، ثم صار إلى قلعة سلماس فحصره بها الأكراد، فنجا وتشتَّت في البلاد.