بعث الملك شهاب الدين أحمد بدلاي بن سعد الدين سلطان المسلمين بالحبشة أَخاه خير الدين لقتال أهل أمحرة الكَفَرة بالحبشة، ففتح عدة بلاد من بلاد الحطي ملك الحبشة، وقتل أميرين من أمرائه، وغنم مالًا عظيمًا، وأكثر من القتل في أمحرة النصارى، وأخرب لهم ستَّ كنائس، وكان الوباء العظيم قد شنع بعامَّة بلاد الحبشة، ومات فيه من المسلمين والكفّار عالم لا يُحصى حتى كادت أن تخلو البلاد، بل خلا الكثير منها. وكان هلك في هذا الوباء ملك الحبشة الكافر صاحب أمحرة الذي يقال له الحطي، ووقع الخلاف بعده، ثم اتفقوا على إقامة صغير، فاغتنم فخر الدين الفرصة وغزى هذه الغزوة وعاد مؤيَّدًا منصورًا ومعه من الأموال والسبايا ما لا يُحصى، ثم عاد غازيًا في شوال أيضًا.