كان السلطان الظاهر جقمق مهتمًّا بغزو رودس؛ فعَيَّن عدة كبيرة من المماليك السلطانية والأمراء، ومُقدَّم الجميع اثنان من مقدَّمي الألوف: الأمير إينال العلائي الناصري، المعزول عن نيابة صفد، والأمير تمرباي رأس نوبة النوب، وسافر الجميع من ساحل بولاق في محرم سنة ست وأربعين، ومعهم عدة كبيرة من المطوعة، بأبهج زي من العدد والسلاح، وكان لسفرهم بساحل بولاق يوم مشهود، إلا أنهم عادوا في أثناء السفر، ولم ينالوا من رودس غرضًا، بعد أن أخربوا قشتيل.