هو الصوفي إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي، قدم من بلده متبول من الغربية إلى طنطا، فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية، فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها، وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر، تعرف بالشيخ رستم ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع، وصار الفقراء يَرِدون عليه فيها ويقوم بكلفتِهم من زرعه وغيره، فاشتهر أمره وتزايد خبره وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج، وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستانًا متسعًا وسبيلًا على الطريق هائلًا عم الانتفاعُ به سيما في أيام الحج، وكذا أنشأ جامعًا كبيرًا بطنطا وبرجًا بدمياط وأماكن غير ذلك، وكثرت أتباعه بحيث صار يُخبَز لهم كل يوم زيادة على أردب، وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي بلغت ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلًا عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير واستفيض بينهم أنه لم يجب عليه غُسلٌ قط لا من جماع فإنه لم يتزوج، ولا احتلام، بل كان- فيما قيل- يذكر ذلك عن نفسه، ويقول إنه أخذ عن الشيخ يوسف البرلسي الأحمدي وانتفع بصحبته وإنه فتح عليه في سطح جامع الظاهر؛ لأنه أقام فيه مدة وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله، بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها، كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها، والناس فيه فريقان. مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان، في ليلة الاثنين الثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين، ودفن هناك وسنُّه ظنًّا يزيد على الثمانين.