تزايد ظهورُ شأن إسماعيل شاه بن حيدر الصفوي، فاستولى على سائر ملوك العجم، وملك خراسان، وأذربيجان، وتبريز، وبغداد، وعراق العجم، وقهر ملوكَهم، وقتل عساكِرَهم، بحيث قتل مئاتِ الألوف، وأظهر مذهبَ الإلحاد والرَّفض، وغيَّر اعتقاد أهل العجم, وكان عسكرُه يسجدون له ويأتمرون بأمرِه، وكاد يدَّعي الرُّبوبية! وقتَل العلماء، وأحرق كتُبَهم ومصاحِفَهم، ونبش قبور المشايخ من أهل السُّنَّة وأخرج عظامَهم وأحرقَها، وكان إذا قتل أميرًا أباح زوجته وأمواله لشخصٍ آخر، فلما بلغ السلطان سليم الأول سلطان الدولة العثمانية ذلك تحَّركت همَّته لقتاله، وعدَّ ذلك من أفضل الجهادِ، فالتقى معه سنة 920 بقرب تبريز، فكانت وقعة عظيمة انهزم فيها إسماعيل شاه وجيشه هزيمةً نكراء.