لَمَّا دخل السلطانُ سليم الأول القاهرةَ وقتَلَ السلطان المملوكيَّ طومان باي آخِرَ سلاطين دولة المماليك وتنازلَ الخليفة العباسي له بالخلافةِ كُرهًا- على ما قيل- وجاءه أيضًا أشراف الحجاز مع أمير مكة الشريف محمد أبا نمي بن بركات ليَدينوا له بالطاعة وسَلَّموا له مفاتيح الكعبة، فولى السلطان الشريف محمد أبا نمي ولاية الحجاز، ثمَّ بعد أن أقام شهرًا في مصر بعد أن وطَّد فيها دعائم الحُكم ملحِقًا حكم مصر بالشام لنائِبِها، وعين نائبًا له بمصر هو خيري بك، وفرض المذهب الحنفيَّ دون سائر المذاهب في الحكم والقضاء، ثم عاد إلى إستانبول آخذًا معه الخليفة العباسي المتنازل عن الخلافة وآخذًا معه أيضًا مفاتيح الحرمين الشريفين، فأصبح هو بذلك خليفةَ المسلمين وتلقَّب بخادم الحرمين الشريفين.